حدثنا طالب بن دارس, بن واقف بن جالس, فقال
لاحظ بعض العلماء, من كبار الأسماء, أن هناك مرضٌ عضال, يصيب بعض الرجال, إن كانوا بسن الدراسة والتعليم, في ظل هذا الحر المقيم
وقالوا بأنه مرضٌ ذهوليٌّ انفعاليٌ, نفسيٌّ عقليٌّ.. عصبيٌّ عضليّ, يصيب طلاب الكليات, بمختلف الجامعات, في شهر ٍ من شهور العام, هو شهر مايو الهمام, عندما يعرفون يوم الامتحان, يوم لا يـُكرم المرء بل يُهان, حتى إذا كان عبقرياً نابغاً, أو كان متوسطاً أو فارغاً
فتظهر أعراض المرض الوبيل, في آخر أسابيع شهر إبريل, ووصف بعض أطباء العصر والزمان, هذه الأعراض.. فحدثنا حكيم بن عيـَّـان, فقال
*******
أول أعراض المرض هو الذهول, ليس كذلك الناتج عن أكل الفول, بل هو ذهول شموليٌّ عنيف, يُكسب المرء شحوباً فيصبح كالرغيف
وفسره بعض المعاصرين, بأنه نتيجة اندماج الدارسين, حيث تتجمع المعلومات في أقفيتهم, وتتسرب من أربطة أحذيتهم, فيجيء الطالب آخر العام فيفاجأ كليةً بهذا الزحام, ويصيح في ظلمة الليل البهيم: كيف يا إلهي الرحمن الرحيم, متى أخذنا كل تلك الدروس, وكيف يا عالم أسرار النفوس, وكيف يكون الامتحان في شهر خمسة, ولم لا يكون عام مليون وخمسة, مع الاحتفاظ بحق الدور الأول, دونما تأجيل ٍأو إعادة من الأول!!!", ثم يستسلم لمصيره وأقداره ِ, ويدفن نفسه بين أوراق دفاتره ِ, ثم يبدأ الاكتئاب الدفين, الذي تفشل معه الـ
Venlafaxine والـ Tricyclic
حتى يمر شهر خمسة بالطول أو بالعرض, وتكاد رأسه تلامس الأرض, ويأتي شهر ستة بأيامه المخيفة, حيث امتحانات الشفوي والصدمة العنيفة, حتى ليجد الأستاذ نفسه مندهشاً متعجباً, من ذلك الطالب الذي صار مملاً متعباً
يجاهد الأستاذ لينزع منه المعلومات, بينما شفتاه لا تفترقان لبضعة سنتيمترات, فيضطر لإعطائه درجة ما, ويقول له أحسنت إنما..., ولا يضيف كلاماً, ولا يعطيه سلاماً, بل يقول: من بعده؟ فيخرج الطالب من عنده, والنيل يخايل ناظريه, ويدعوه أن يهرع إليه
*******
ما وجدنا لهذا الداء, من ترياق ٍ أو دواء, حتى يومنا هذا ولحظتنا تلك, إلا رحمة مالك الملك, وقد اقترح بعض علمائنا الأفذاذ الأفاضل, تسمية هذا المرض باسمٍ جديد ليس له مقابل, واقترح بعض هواة المصطلحات, تسميته بـ: متلازمة ما قبل الامتحانات, أما هواة الرطانة في العلوم, فقد اقترحوا تسميته بـ
Pre-examinations Syndrome
فانظر أيهما تختار, في قراءة الأخبار
*******
وبهذا علمنا ما كان, وما جرى لطلبة الزمان, ولا نملك إلا دعوة الرحمن, أن يرحم بني الإنسان, حتى لا تكون دنياهم خاسرةً ضائعة, وأخراهم نيراناً جائعة, وليرحم الله طلاب الجامعات والمدارس, ويغفر لحماقات طالب بن دارس
وبهذا نختتم الكلام
ولكم منا السلام